يأتي تولي المدير الفني هينك تين كات تدريب أهلي دبي الإماراتي في صالح الدولي حسني عبد ربه، إذ يملك الهولندي الذي ساهم في اكتشاف رونالدينيو الأدوات اللازمة لإعادة لاعب وسط الفراعنة إلى حالته المفقودة.
وقد ظهرت الإمارات الأولى لطريقة تين كات في إدارة المباريات على مستوى عبد ربه من خلال إحراز لاعب الوسط المدافع هدف أهلي دبي في مرمى فريق الإمارات.
تين كات صنع اسمه وشهرته في أوروبا حينما عمل مساعدا لفرانك ريكارد في برشلونة، وحول 4-3-3 التي طبقها رئيسه الهولندي إلى استعراض ساحر بطولة رونالدينيو وصامويل إيتو، والأهم شابي هرنانديز.
فالسر وراء نجاحات تين كات هو قدرته على توظيف ثلاثي الوسط في أدوار متنوعة، ليقدموا فكرا متكاملا يجمع بين الضغط على الخصم وحماية الدفاع، والترابط مع الهجوم بتمريرات قصيرة تفتح دفاعات الخصوم.
وعبد ربه يشغل في حسابات تين كات موقع شابي في برشلونة .. وقدرات لاعب الوسط المصري تجعله نموذجيا لهذا الدور.
فلاعب الإسماعيلي المعار للأهلي يتألق حين ينزع عنه الحمل الدفاعي، ليلعب دور الارتكاز المتقدم المطلوب منه كشف الملعب برؤيته، وهو ما تجلبه طريقة تين كات، بعكس المدربين الثلاثة السابقين للفريق الإمارتي.
مستوى عبد ربه ظهر متأثرا في كأس أمم إفريقيا بحالة أهلي دبي غير الجيدة في الدوري الإماراتي، وتعاقب المدربين في غياب تام للاستقرار الفني والخططي.
فقد بدأ الأهلي الإماراتي الموسم تحت قيادة الروماني إيوان أندوني، ثم خلفه مهدي علي، قبل أن يتولى المسؤولية نورالدين العبيدي وأخيرا كات.
أفضل لاعب في أمم إفريقيا 2008
لكن تعاقد الإدارة مع تين كات أعاد الأمور لنصابها، بحسب عبد المجيد حسين المشرف العام على الفريق في تصريحه بأن اسم المدرب الذي سبق له تدريب أندية أياكس أمستردام وباناثانيكوس اليوناني تبشر بالكثير.
وأوضح حسين "الصفقة بمثابة الصفحة الجديدة لأهلي دبي، والمدرب تين كات له اسم كبير في القارة الأوروبية، وتعامل مع أميز اللاعبين في كبرى الفرق العالمية".
واستلم تين كات قيادة الأهلي والفريق في المركز السابع برصيد 14 نقطة بفارق 19 نقطة عن الجزيرة صاحب الصدارة بعد مرور مرحلة واحدة من بداية الدور الثاني من المسابقة.
لكن مهمة تين كات ليست سهلة، خاصة وأنه لم يثبت بعد منذ بداية رحلته مع التدريب في 1990 أنه قادر على تحمل مسؤولية فريق وحيدا.
وتظل فكرة نجاحه كمساعد في برشلونة ثم تشيلسي وفشله كمدير فني في آياكس وباناثينايكوس قائمة، وتحتاج للنفي بإنجاز مع أهلي دبي.
الرجل الثاني
خلال مسيرته الاحترافية القصيرة كلاعب من 1979 إلى 1986 تمركز تن كات في الجناح الأيسر وخلال 202 مباراة رسمية خاضها مع أربعة فرق مختلفة سجل 24 هدفا فقط مفضلا إرسال الكرات لزملائه المهاجمين وهو ما برع بعد ذلك في تنفيذه خلال عمله كمدرب مساعد في العديد من الفرق أبرزها برشلونة.
وكانت البداية لتين كات مدربا مساعدا ومديرا فنيا في جو أهد إيجلس النادي نفسه الذي احتضنه لاعبا وحينما ساعد تين كات المدير الفني فريتز كورباتش حقق الثنائي نتائج طيبة للفريق ولكن بعدما ترك كورباتش مهمته لمساعده في منتصف الموسم فشل تين كات في الصعود بالفريق إلى الدوري الهولندي الممتاز.
تين كات مع لامبارد وكارفاليو
وبعد التردد بين العديد من الأندية الهولندية مدربا ومديرا فنيا جاء النجاح الأول لتين كات في المجر بعدما قاد نادي إم. تي. كيه هينجاريا للفوز ببطولة الكأس وكرر الهولندي الإنجاز في بلده مع أياكس أمستردام وأضاف له كأس السوبر عامي 2006 و2007.
ورغم نجاح تين كات الأول مع النادي المجري إلا أنه تركه ليعمل مساعدا لفرانك ريكارد في برشلونة وهناك شارك في تتويج النادي الكتالوني بلقب دوري أبطال أوروبا وبطولتي دوري إسباني.
وتفوق تين كات كمساعد على نفسه مدربا هو ما جعله يتخلى عن نجاحه مع أياكس ليعمل مع أفرام جرانت في تشيلسي، في ظل طمع رومان أبراموفيتش مالك النادي اللندني في تطوير أداء البلوز وجعله جذابا.
وفشل تن كات في مساعدة جرانت في الفوز بدوري أبطال أوروبا بالخسارة في نهائي 2008 أمام مانشستر يونايتد، بعدها عاد الهولندي لدور الرجل الأول مع باناثانيكوس اليوناني لتتم إقالته في ديسمبر 2009.
الهولندي الغاضب
التحدي الثاني الذي يمثله تين كات لنفسه كان صفة شخصية أثارت حوله جدلا في وسائل الإعلام وصعبت مهمته وهي طبيعته الغاضبة وفقدانه لسيطرته على أعصابه سريعا داخل المستطيل الأخضر أو خارجه.
ونقلت كاميرات التليفزيون الروماني لقطات لتين كات وهو يعتدي على مصور صحفي رافضا الإدلاء بتصريح لمحطته ولم يكتف بذلك وإنما دفع الكاميرا بقوة أمام عدسات المصورين.
وكما لم يهتم تين كات بنقل انفعالاته على التليفزيون لم يهتم لاسم اللاعبين الذين انفعل عليهم خلال قيادته أو مساهمته في تدريب الفرق المختلفة، وهذا ما جعل لاعبي باناثانيكوس يعلقون على رحيله لموقع "جريك سوكر" بقولهم "حمدا لله".
كان غضب تين كات خطيرا، لكن دائما هناك فلسفة في ثوراته علينا
لودوفيك جولي، نجم برشلونة السابق
وفي تشيلسي اشتبك تين كات مع قائد الفريق جون تيري خلال التدريبات وتلفظ بعبارات بذيئة ضد اللاعب في المران الأخير قبل نهائي كأس رابطة الأندية المحترفة "الكارلينج" وتدخل اللاعبون لفض الاشتباك بينهما.
واعترف حينها تين كات لصحيفة "ذا صن" الإنجليزية أنه كثيرا ما ينفعل على اللاعبين بهذه الطريقة لكنه رأى حينها أن تجاوزه اللفظي شيء عادي في إنجلترا حسب قوله.
ولم يسلم ديديه دروجبا عقب خسارة الزرق لنهائي دوري أبطال أوروبا من انتقادات تين كات العلنية الذي حمله ضياع اللقب الغالي من الفريق بعد طرده لأنه كان من المفترض تسديد الإيفواري لركلة الجزاء الأخيرة في اللقاء والتي أضاعها تيري ليفوز الشياطين الحمر باللقب.
وأوضح لاعب في فريق بريدا في تعليق عن تن كات "إنه يتطلع دائما للتحدي، إنه رجل غريب ويحب الضغط على اللاعبين ليتأكد من تنفيذهم تعليماته".
واستطرد "فلسفته بسيطة جدا، إما أن تنفذوا الأمور بطريقتي أو ترحلون، وكلما زاد حجم اللاعب في الفريق كلما ارتفع صوت تن كات عليه".
وعرض لودوفيك جولي جناح برشلونة السابق ولاعب باريس سان جيرمان الحالي الجانب الإيجابي في غضب تين كات بقوله "المشكلة في بارسا بعدما رحل أننا افتدقنا حينها المرح الذي كان يحيطنا به تين كات حينما نحتاجه، لقد كان غضبه خطيرا لكن كان هناك فلسفة في ثوراته علينا".
وكان طرد تين كات في مباراة أهلي دبي أمام الإمارات والتي انتهت بفوز فريقه 2-1 تأكيد لاستمرار الهولندي الغاضب والذي اعتذر عنه بقوله "تصرفت بشكل فيه نوع من الغباء عندما تركت المنطقة الفنية وتوجهت للحكم الرابع للمطالبة بالتغيير".